مما لاشك فيه أن التين يعد من الفواكه والأطعمة المغذية والمفيدة التي لاقت
قبولاً وإنتشاراً في كل البيوت العربية دون إستثناء ، ولا يعزى السبب إلى طعمه
ومذاقه الرائع فحسب ، بل نظراً للقيمة الغذائية المهمة التي تحويها ثمار التين ، حيث
يحتوي التين على مجموعة مميزة من الفيتامينات(أ A , ب B , ج C, ك K) , كما يعد أيضاً مصدراً غنياً بالمعادن(كالبوتاسيوم
والكاسيوم والماغنيسيوم والمنغنيز والفسفور والحديد والنحاس) , ومن أبرز ما يميز التين هو إحتوائه على عدد
من المُرَكبات الطبيعية والحيوية الهامة , حيث تُعرف هذه المُرَكبات النباتية
بأنها مُرَكبات ذات تأثيرات فسيولوجية وطبية نافعة لجسم الإنسان , ويرجع لتلك المركبات الكيميائية العديد من
الإستخدامات الطبية ذات التأثير العلاجي والوقائي , ولعل من أهم الفوائد العلاجية
التي يحظى بها التين , هي ما يلي :
·
يعتبر التين من الوصفات الرائعة التي تستخدم
لعلاج حالات الإمساك المزمن ، وذلك لإحتوائه على كميات كبيرة من الألياف الغذائية
، حيث تحتوي حبة واحدة من التين على جرامين من الألياف(أي ما يعادل 10% من الحاجة
اليومية من الألياف الموصى بها) , فهو بذلك يعتبر بمثابة ملين ممتاز , علاوة على
أن الألياف بشكل عام تؤدي دوراً فعالاً ومهماً في تنشيط أداء الجهاز الهضمي
والتخفيف من إضطراباته , كذلك ولنفس السبب فإن التين يعتبر علاجاً فعالاً لحالات
الإنتفاخ وعسر الهضم ، حيث أنه ذو تأثير مدهش ورائع في علاج تلك المشاكل ، لذا
ينصح بتناول بضع حبات من ثمار التين بعد تناول وجبة ثقيلة ودسمة تكون مشبعة
بالدهون .
·
يساعد التين في خفض وتقليل مستوى الكوليسترول
الضار في الدم بنسبة قد تصل إلى أكثر من 20% , وذلك نظراً لإحتوائه على الألياف الغذائية
القابلة للذوبان أو التحلل في الماء , ما يجعله بالتالي قادراً على حماية الجسم
ووقايته من تصلب الشرايين وإنسدادها أو تضيقها .
·
يمكن إستخدام التين في حالات إلتهاب الجزء
العلوي من الجهاز التنفسي ، ولاسيما في حالات البرد كالرشح والزكام والنزلات الشعبية
وإلتهاب الحلق ، حيث يحتوي التين على مواد تخفف من آثار الإحتقان الذي يصيب الغشاء
المخاطي المبطن للقنوات والمجاري التنفسية ، ويساعد التين أيضاً في التخفيف من
الإضطرابات التنفسية , بما في ذلك السعال والربو , كذلك فإنه يحتوي على مواد تشبه
في تأثيرها نفس تأثير مضادات الإلتهاب الحيوية ، لذا يمكن إعتبار التين بمثابة
مضاد فعال للبكتيريا والفيروسات التي تسبب الأمراض التي سبق ذكرها .
·
لعل أهم ما يميز التين هو إحتوائه على نسبة
عالية من فيتامين ( ك K ) الذي يعمل على
التقليل من سيولة الدم ، الأمر الذي يجعل تناوله فعالاً في حالات النزيف ، حيث
يقوم بزيادة لزوجة الدم ، وتكوين الخثرات الدموية ، التي تساعد في تجلط الدم وتستهدف
إيقاف النزيف .
·
يعمل التين على تحسين الدورة الدموية بوجه
عام ، الأمر الذي يساعد على تعزيز الحالة الوظيفية للكليتين ، والوقاية من قصور
عضلة القلب أو الإصابة بإضطرابات ضربات القلب .
·
يمكن إستخدام التين بصورة موضعية كذلك ، حيث
يمكن وضع شرائح التين على الأنسجة المتقرحة أو المتورمة ، حيث يعمل على تحسين
الدورة الدموية بهذه الأنسجة ، فضلاً عن أنه يعمل على طرد السوائل التي تتراكم بين
الخلايا والتى تسبب تورمها .
·
لا يقتصر إستخدام التين على الأمور العلاجية
الداخلية فحسب ، إذ يتم اللجوء إليه في الإستعمالات الخارجية أيضاً , حيث يستخدم
التين في الأغراض التجميلية ، فهو يدخل في صناعة وتركيب العديد من مستحضرات
التجميل والكريمات المغذية والمرطبة للبشرة وفروة الرأس على حد السواء , وذلك لما يتمتع
به التين من خصائص وقائية ملطفة ومرطبة , فهو يغذي الجلد والشعر ويقيهما من تغيرات
الطقس والمناخ ومن التلوث كذلك , كما أنه يزيل البثور وينعم البشرة .
بقلم إياد عادل إسماعيل
إياد عادل إسماعيل , كاتب ومُدَوِن في المجال الطبي
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق