على الرغم من أن
الإسهال عند الأطفال من الأمور الشائعة جداً ، وبخاصة عند الأطفال الرُضّع , إلا
أنه للأسف هناك إعتقادات شائعة تعتبر خاطئة تماماً في مفهوم الإسهال ، إذ أن الكثير
من الأمهات يعتقدون أن الإسهال عند الأطفال يقصد به كثرة عدد مرات التبرز على مدار
اليوم ، فى حين يظن البعض الآخر أن الإسهال عند الأطفال يقصد به نزول البراز في
صورة سائلة أو شبه سائلة ، ويظن البعض أيضاً أن نزول براز الطفل باللون الأخضر
يعني أنه مصاب بالإسهال كذلك .
وعموماً كل هذه
المفاهيم السابقة تعتبر مفاهيم وإعتقادات خاطئة تماماً ، فالطفل في شهور عمره
الأولى (حديثي الولادة) عادةً ما يقوم بالتبرز بمعدل مرة كل 1 – 3 ساعات ، ومنهم
من يتبرز بعد الإنتهاء من الرضاعة , حيث يكون نزول البراز في صورة شبه سائلة هو
أمر طبيعي تماماً ، ولاسيما في حالة إقتصار غذائه على الرضاعة الطبيعية فحسب ، كذلك
فإن لون البراز يكون مائلاً للإصفرار , فالبراز هو الفضلات التى يخرجها الإنسان
مما يتناوله أو يأكله من طعام ، وبالتالي لا يمكننا توقع أن يخرج الطفل برازاً
صلباً مثل الشخص البالغ الذي يتغذى على الوجبات الكاملة المكونة من لحوم وأرز
وأسماك .. إلخ .
والإسهال في واقع
الأمر يمكن تعريفه بأنه خروج الطفل عن سلوكه المعتاد فيما يخص التبرز ، فعلى سبيل
المثال لو وجدنا طفلاً عادةً ما يقوم بالتبرز بمعدل 4 مرات يومياً ، ثم تحول لاحقاً
هذا المعدل ليصبح 6 – 8 مرات في اليوم على سبيل المثال ، الأمر الذي يعني في هذه
الحالة أنه مصاب بالإسهال .. كذلك في حال تحول هيئة البراز إلى صورة سائلة(مائي
القوام) أكثر مما هو معتاد ، أو تغير لونه أو رائحته عن المعتاد ، كوجود رائحة
كريهة ونفاذة جداً , إضافة إلى وجود مادة مخاطية مع البراز , مع إرتفاع بسيط في
درجة حرارة الطفل أحياناً , فإن هذه الأمور تعني وبكل بساطة أن هذا الطفل مصاب
بالإسهال .
ومن الأمور الخاطئة
التي تقوم بها الأمهات أحياناً في التعامل مع أطفالهن الرضع المصابين بالإسهال هي
إيقاف الرضاعة الطبيعية ، ظناً منهن أن الرضاعة الطبيعية هي المسؤولة عن هذا
الإضطراب المعوي الظاهر في صورة الإسهال .. وهذا أمر خاطئ وعاري تماماً عن الصحة ،
بل على النقيض والعكس تماماً ، فالرضاعة الطبيعية تعتبر أحد الطرق الفسيولوجية
والبيولوجية والتي من خلالها يمكن حماية الطفل من الإصابة بنوبات الإسهال .
وعموماً للتعامل مع
حالات الإسهال عند الأطفال ينبغي إتباع التعليمات التالية :
· بالنسبة للأطفال الرضع يمنع منعاً باتاً إيقاف الرضاعة
الطبيعية ، مع التقليل قدر الإمكان من الألبان الصناعية أو تغييرها في حال ظهور
نوبات الإسهال .
· الإكثار من تناول السوائل
بالنسبة للأطفال غير الرُضّع , كالماء وعصير التفاح أو مرق الدجاج لمنع حدوث الجفاف , بالإضافة إلى تناول البطاطا
المسلوقة والموز والخبز المحمص والأرز المسلوق , حيث تعمل هذه الأطعمة على الحد
والتتخفيف من حدة الإسهال .
· هناك أطعمة ومأكولات
يجب التقليل من تناولها أو حتى الإبتعاد عنها وتجنبها في فترة الإسهال , كالأطعمة
الغنية بالدهون , والمأكولات المقلية والمشبعة بالزيوت , والحلويات كالشكولاته ,
والمشروبات الغازية وكذلك المشروبات التي تحتوي على الكافيين , والمأكولات التي
تسبب الغازات كالفاصوليا والملفوف (الكرنب) والقرنبيط (القنبيط أو الزهرة) والبروكلي (القرنبيط
الأخضر) .
· بالنسبة للعلاج
الدوائي ينصح بإعطاء مطهر معوي ومضاد للإسهال مثل أنتينال(Antinal) أو فلاجيل(Flagyl) أو كابكت(Kapect) ، ولا يتم إعطاء إحدى هذه الأدوية إلا بعد إستشارة الطبيب المختص ,
وفي حالة إنبعاث رائحة كريهة غير معتادة من البراز ، فإن هذا يعني وجود عدوى
بكتيرية ، الأمر الذى يستلزم إجراء تحليل وزرع للبراز , لمعرفة نوع البكتيريا
الموجودة , ولإعطاء العقار(دواء) المناسب وهو عبارة عن مضاد حيوي للقضاء على
الجراثيم البكتيرية .
· في حالة الإصابة
بالجفاف(فقدان السوائل والأملاح) يتم إعطاء محلول معالجة الجفاف الذي يحتوي على
ماء وجلوكوز وأملاح تعويضية بكميات متوازنة , وفي حالة الجفاف الشديد لا بد من
إعطاء بعض المحاليل الوريدية , لتعويض السوائل والأملاح
المعدنية المفقودة .
بقلم إياد عادل إسماعيل
إياد عادل إسماعيل , كاتب ومُدَوِن في المجال الطبي
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق